الثلاثاء، 28 يونيو 2022

اليمن تلد كل عام امرؤ القيس

*اليمن تلد كل عامٍ (امرؤ القيس)..!!* ✍🏻 محمد المثيل في اليوم الأول من فعاليات مهرجان الشعر العربي في دورته الرابعة باسطنبول، حضرتُ قبل موعد انطلاق الفعاليات بساعتين متلهفًا لسماع ما يلهب مشاعري، ويحيي ضميري، ويجدد في فؤادي؛ حلاوة الكلمة، وجمال تذوق لغة الضاد.. وأخذتُ أستمتع بكل كلمة وقصيدة، ونشيد وقطعة حلوى واستراحة، وأَلتقط الصور والمقاطع، وأنشر على قصص الفيسبوك أولًا بأول؛ لولا ضعف الشبكة، حيث إن قاعة المهرجان في الدور الثاني تحت الأرض.. ومنذ اللحظة الأولى وأنا أستعرض جدول الفعاليات؛ أتسآءل من هذا الذي يمثل اليمن!! من هذا الذي كُتب أمام اسمه اليمن (مروان عبد الملك-اليمن)!! ولماذا في آخر الوقت، ونهاية الفعالية؟! ساعة بعد ساعة قصيدة إثر قصيدة يزداد الحماس يلتهب الجمهور تتعالى التصفيقات شاعر يتلوه شاعر.. الكل يبدع ويتألق.. الشاعر (خالد المحيميد) يذرف الدموع، ويُذرفها، وهو ينطق بمأساة المواطن العربي، ويصور لنا معاناة المهاجر المهجّر السوري: وتلوم يُبسي يوم صرتُ مهجرًا ونسيتَ كم كنت في الشام أخضرا الشاعر السوداني (مهند فيصل) يتغزل، ويهز القاعة طربًا وضحكًا..!! جسدٌ حريري ولون من ذهب حتى تحمس له أحدهم قائلًا: لا بد أن لا تخرج من القاعة إلا وقد زوجوك. وكم تأثرتُ، وتأثر الجمهور بمشاركة الطفلة التركية (فاطمة) التي كتبت بالتركية أبيات حبها للغة العربية، وألقتها باللغتين بمشاعر مفعمة صادقة، رغم أنها في لغة الشعر العربي لا تعتبر شعرًا بل نثرًا جميلًا معبرًا يحمل صورًا جميلة وتعبيرات بلاغية فائقة الروعة. وكلما قام شاعر وشاعرة، إلى المنصة، وأذيع اسم بلده ووجدته قائلًا ما يليق بالحدث والبلد الذي يمثله، بلغة راقية فصية خالية من الأخطاء، والتكرار والابتذال بنسبة عالية.. ازداد خوفي وتساءلت: من سيمثل اليمن!! الساعة تقرتب من الثامنة مساءً وما طلع السهيل اليماني؟! ساقت الأقدارُ الأستاذَ الشاعر والإعلامي القدير مصطفى مطر -أحد المنظمين والمؤسسين- ليجلس بجواري فبادرته قائلا: أين من سيمثل اليمن؟ لم يفهم فأعدت السؤال: أين الشاعر اليمني اليوم؟ أجابني في آخر البرنامج إن شاء الله بعد قليل. ففاجأته بقولي: هل هو بحجم اليمن ويليق باليمن؟ فانزعج وابدى امتعاضه من سؤالي: وقال لي: مالكم هكذا تستعجلون!! صَعد مروان على المنصة، وارتقى منبر الشعراء وكفِّي على قلبي أقول: اللهم سلم سلم أخذ يقول بلا مقدمات: أقولُ وإنّ العُمرَ نزرٌ وضيقٌ وفي كلِّ يومٍ لي إلى الموتِ أقربُ إلى المجدِ والعلياءِ أسعى وأطلبُ وأضمأُ من أجل المعالي وأسغبُ وأثبُتُ إنْ زَلّت عن الهَديِ أرجلٌ ولستُ أُرى في غمرةِ الموتِ أهربُ وما أنا ممن يحملُ الحقدَ قلبُه فما الحقدُ إلا دين من كان يرهبُ وأحمل في جَنْبِي نفسًا أبيّةً فليس لها غير السماكين مطلبُ طويتُ من الأعوام عشرين حجةً أُشرِّقُ أحيانًا وحينًا أغرِّبُ وألقى صديقًا لا أطيق فراقه وآخر فرقاه ألذُّ وأطيبُ وإنَّ مِنَ الأصحابِ ما كان وافيا وإنَّ مِنَ الأصحاب صِلُّ وعقربُ ربأتُ بنفسي أن أجالسَ هاملاً فمِثليَ أدعى للوقارِ وأنسَبُ ومن لم يصن مِن صحبة السوءِ نفسَه فليس له من منهلِ المجدِ مَشرَبُ ولولا فراقُ الدارِ لم يَعْلُ ماجدُ وللحُرِّ في الترحالِ غايٌ ومطلبُ لم ينتهِ من قصائده الثلاث على تنوعها في (الحكمة والغزل وقضية اليمن) إلا وأنا قد ذرفتُ من الدموع إعجابا وتأثرًا وإحساسا.. مثلما ذرفت طوال اليوم.. ولا سيما لما أهدى قصيدته لأهلنا في الحديدة وقال تلك الأبيات المؤثرة.. وهكذا.. كم في اليمن من مبدع وموهوب لا يؤبه له ولا يعتنى به!! بعد الفعالية.. توجهت إلى مروان وصافحته بحرارة صادقة، وابتسامة إعجاب وإكبار، وشكرته وأخبرته فورًا بسوء ظني وما حصل لي مع أ. مصطفى مطر وقلت له بالحرف: (أنت خير من يمثل اليمن) وذهبتُ للأستاذ مصطفى وشكرته، وقلت له: حقًا أحسنتم الاختيار وأعجبني وهو عندي خير من يمثل اليمن اليوم. ما زاد دهشتي أن مروان أصغر مشارك (مدعو كضيف) وهو في العشرين من عمره بل بينه وبين العشرين ثلاثة أشهر، ولكنه جودة شعره وفصاحته وطلاقة لسانه وحسن إلقائه فوق ما كنت أتوقع!! فقلت في نفسي: لقد شرفتنا وملأتنا بالفخر والإعجاب، ليس كيمنيين بل كعرب وبل كمسلمين نحمل لغة الضاد المعجزة الآسرة. #لأنّ_الشعر_يجمعنا #نعيش_لفكرة_حرّة #الجمعية_الدولية_للشعراء_العرب https://www.facebook.com/100039051517509/posts/pfbid02zX7sEaCmvJgsqwtNKVfeETL9GjzHQT7PfiCC3mEJAunDVoqiE76WAkXWDg1Yahocl/?d=n

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق