السبت، 18 يونيو 2022

أردوغان الانسان

*أردوغان..* سيدي الرئيس المؤمن بحثتُ بين قادة عالمنا الإسلامي اليوم رجلًا قائدًا صدوقًا غيوًرا قويًّا مهابًا مثلك فلم أجد! قلبتُ طرفي في مشرق الأرض ومغربها لأرى رئيسًا مصحفه بيمينه، وفي يساره أدوات بناء المجد لأمته، صادق العبارة، متوقد الفكر، قوي العزيمة، شديد الشكيمة، مثلك فما رأيتُ؟ ولا زلتُ أفتش عن زعيم حرَّ الإرادة، منطلق الفعل، رحيم القلب، حميمي التعامل، صميمي المحبة، سريع الدمعة، مهيب الجناب، يرتل كلام ربه، يقوي عزائم شعبه، يحارب أعداء دربه، باقتدار واستقلال، جمع هذه الصفات كلها فلما أهتدي!! أخي الرئيس المؤمن: أدرك أن غيرك من القادة من يمتلك بعض هذه الصفات ولكن ليس في أوطاننا؟! ومن نجح نجاحًا باهرًا لكن في غير بلادنا! ومن استقل وكسر هيمنة قوى الطغيان لكنهم قلائل وفي بلدان ما وراء المحيطات! وأن هناك من يدَّعي أو يمثل تمثيلًا ولكنه إما تابع كالذَنَب، أو يجيد الكذب!! أخي الرئيس المؤمن قدرتك على اتخاذ القرار تدهشتني، فطنتك في احتواء الأزمة تشد انتباهي، الكارزما التي وهبك المنان قلَّ نظيرها، شموخك في وجه الطوفان يذهل الجميع، مهارتك الفائقة في قهر طغيان الشياطين تثير إعجاب العالم، عزة نفسك، وأنفة طبعك أمام من يريد المساس بدينك ووطنك تبعث الفخر وتلهب الحماس، حكمتك في التعامل السياسي في أصعب الملفات وأسخنها.. صدقني أنها مدرسة يعترف بها العدو قبل الصديق، اعتدادك بتاريخ أجدادك الفاتحين، واعتزازك بسيرة دولة السلاطين المقسطين، أعاد لتركيا مكانتها، ورفع اسمها عاليا وعلمها مرفرفًا في مكانه الطبيعي فوق الهلال والنجوم، بل ذهب إلى أبعد من ذلك ففتح باب الأمل للأمة وللإنسانية جمعًا. سيدي الرئيس أردوغان.. اسمك يزعج المستكبرين، كلماتك بلسم للمستضعفين، غضبتك تزلزل قلوب الظالمين، ابتسامتك تغري نفوس المتربصين! انحناء (بايدن) لك، اعتراف (ترامب) بقوتك، خضوع (بوتين) لقدرتك، وسعي الزعماء لكسب صداقتك، حرص الأقوياء على مقابلتك، ما هي إلا شواهد إضافية على توفيق المعين لقلبك المؤمن سيدنا الرئيس الموفق، دفاعك في مجلس الأمن الدولي عن قضايا المسلمين، وغضبتك الصادقة لفلسطين بمؤتمر (دافوس) في وجه (شمعون بيريز) دخلت التاريخ من أوسع أبوابه. أخي الرئيس المبارك سعيك الحثيث لتجديد النظرية السياسية الإسلامية وتطبيقاتها، وتصحيح المفاهيم المغلوطة والمفتراة عن الإسلام لدى قادة وشعوب غربية وشرقية جعلك أستاذ تجديد إسلامي بكفاءة عالية. والمسلسلات التاريخية التركية التي دعمتها استطاعت أن تصل إلى أبعد مما تتصور. نظرتك الثاقبة، استراتيجياتك للعمل السياسي، تكتيكاتك الإقتصادية، لا يجيدها إلا أعداد ضئيلة في عالمنا المعاصر. اِجلالك لدين الله، دفاعك عن المظلومين بالقول والفعل، جهادك لنصرة الحق رغم الكلاب النابحة، والمخالب المتربصة، رفعك مكانًا عليًا، فكان الله بك حفيًا. فريقك الموفق، واخوانك الصادقون، والجنود المجهولون، هم جيش فتح جديد فلنعم الجيش لنعم القائد. سيدي الرئيس الموفق حنانك مع أبناء شعبك يذكرني بسيرة الأولياء، ومسيرة العظماء.. الطفل التي احتضنته، الطفلة التي مسحتَ دمعتها، الأم التي جبرتَ خاطرها، الأب الذي وضع رأسه على صدرك الحاني، وجدوا فيه متنفسًا في ضيق الحياة، وبحرًا يرمون فيه أحزانهم، ومشفى يداوون فيه آلامهم. الطفلة التركية (إرماق عائشة) التي بكت رغبة في لقائك، فرحبت بها وفتحت لها القصر، واحتضنتها وأهديتها لعبة أحلامها، وأبناء الشهداء الذين تسابقوا إلى حضنك الحاني الطفلة الحلبية (بانا) التي ناشدتك من وسط الدمار فأجبتها، وفتحتْ لها القصر، واحتضنتها وأسعدت قلبها، ومثلها آلاف الأطفال اللاجئين.. ترعرعوا في حمى وطنك الذي أصبح بك كبيرًا ملاذًا آمنًا للمظلومين والمضطهدين حيث قد سددك مولاك. الأسر الفقيرة التي دعتك لشرب شاي في منزل متواضع فلم تتردد، وأصحاب المحلات والباعة المتجولون الذين تفاجؤوا برئيس الجمهوية أمامهم يشتري منهم ويسلم عليهم ويمزح معهم.. الآباء والأمهات.. العجزة.. المرضى.. الموهوبين... سيرك في الشارع والساحل بين عموم أبناء شعبك من دون ميعاد ولا تنسيق دليل نجاحك وعدلك وأمنك وحب شعبك لك، وانك لم تتغير ولم تتكبر على حي (قاسم باشا) الفقير الذي نشأت فيه، ولم تنس أيامك الصعبة التي عشتها في تلك الزقاق عندما كنت تبيع (السميت) لتعين والدك الشيخ (أحمد) وأمك (تنزيلة) رحمهما الله. ولم تتمرد على مفاهيم مدرسة (الأئمة والخطباء) التي تعلمت فيها، ولم تتخل عن الروح الرياضية التي اكتسبتها في نادي (قلاطة سراي)، ولم تفقد جمال روحك التي تنفست في ربى وتباب اسطنبول الجميلة فكانت ذلك الشاب الوسيم العاشق لمدينته ووطنه وأمته. سيدي الرئيس البارّ أنت بار بأمك (تنزيلة) وأبيك (أحمد) اللذان أحسنا تربيتك فلا عجب أن تتألم وتذرف الدموع السجام يوم رحيلهما، وأنت التلميذ الوفي مع أستاذك (أربكان) الذي لم يمنع وفاؤك من تأسيس حزب العدالة والتنمية لمواصلة مشواره النهضوي بديناميكية أعلى وقدرة أقوى. وأنت الإبن البار بوطنك الذي دافعت عنه ضد الانقلابات والمؤامرات ولم تساوم ولم تذل ولم تخضع، فحفظت بعون الله لتركيا هيبتها وأعدت أمنها وانفتاحها حتى أذهلت أعداءك وحيرت مناوئيك. أخي الحبيب أردوغان.. المهاجرون الذين آويتهم ولم يقبلهم أحد!! العلماء الذين رحبت بهم، وقلتَ: هذه داركم وهنا منابركم.. فعلموا وفقهوا واصدعوا بالحق وناصروا قضايا الإنسانية حول العالم. كلهم يدعون لك: اللهم سدده اللهم وفقه اللهم أعنه.. اللهم كن له ولا تكن عليه، واهده ويسر الهدى إليه. وهنا أتذكر أبياتًا كتبتها بعد عامين من وصولي إلى اسطنبول: لله درّك قائداً مقداما يا طيباً في الحق كنت إماما أشرعت أبواب من الآمال في زمن انتكاسات وذلّ قاما حقّقت والفضل الكبير لربنا للشعب نصراً والورى أحلاما يا أردغان أدام عزك خالقي وأزاح عنك تآمرا وظلاما سيدي الرئيس المؤمن المدارس والجامعات الجسور والطرقات المشافي والمصانع الطرقات والجوامع التي شيدتها الحدائق والمتنفسات المدن والمطارات حقول الغاز واكتشافات النفط الصناعات الحربية، والتقدم التكنولوجي والمآذن تدعوا لك، القباب تشتاق إليك الأعداء الذين يحاربونك يحبونك، والحروب التي انتصرت فيها، المؤامرات التي تحاك ضدك، والمكر الكُبار الذي يراد بك، والكيد الذي يديره في الظلام أولئك الأزلام والأقزام، ليسقطوك سيحمك الله منه فتمسك بحبله. الأشرار الذين يسعون صباح مساء ليهدموا صروح العلم التي شيدتها مع المخلصين، وسبل الهدى التي مهدتها مع المصلحين، ومعالم النهضة التي أقمتها مع المتخصصين، ودروع الحماية التي أبدعتها مع أهل الخبرة والغيرة، لن يفلحوا ولن ينجحوا بقوة القهار الجبار عالم الخفايا والأسرار، جلَّ شانه. أستاذنا الرئيس المؤمن إن كلماتك المدوية التي أطلقتها في 99م: (المآذن رماحنا، والقباب خوذاتنا، والمساجد ثكناتنا، والمؤمنون جنودنا.. لا زالت تتردد في حنايا قلوبنا أغنية تحدونا للكفاح والنجاح حتى تطلع شمس الصباح على كل بقاع المعمورة بالمحبة والإسلام دين السلام، وإن عالمنا الإسلامي أحوج ما يكون إلى القادة المخلصين لله في خدمة شعوبهم، واستقلال سياستهم، ونهضة بلدانهم، والأهم من ذلك قيام اتحاد اسلامي "سني"، ويواجه مشروع الصهيونية الأمريكية، ويفضح حقيقة مشروع ولاية الفقيه الإيراني الطائفي، يعيد للأمة مجدها. وياليت أن السعودية، ومصر، وباكستان، وأندونيسيا، وبقية دول الوطن الغربي والعالم الإسلامي، تدرك أهمية التحالف مع تركيا لانقاذ المنطقة. وقد كنت مرة على قطار أو كما يسمى بالتركية (ترام واي) الذي يمر من (زيتون بورنو) إلى (أميننو وكاباتاش) فكتبت وأنا أتأمل في حال أمتنا: ولو كان في أمتي خمسةٌ كمثلك في زمن النكسات خرجنا من الذل أو أدبرت عن الدار ما حل من ظلمات هزمنا بهم من أذاقوا الشعوبَ أليم العذاب وطعم الممات حكمنا بهم عالما مستبدا وحزنا بهم أنفس الأمنيات أيا طيبا قد أنار الحياة بفعل الكماة وعزم الأباة ويا بلسما في فؤاد الضعيف ويا شوكةً في حلوق الطغاة سموتم على من تطاول بغيا فأنتم سماءٌ بأعلى السمات. سيدي الرئيس المؤمن.. أنت تخطئ لأنك بشر وتقع في الزلات لأنك لست معصومًا ونحن في دنيا ربح وخسارة، هزيمة وانتصار لكننا ثابتون وصامدون ونحن بكم ومعكم قلبًا وقالبًا.. فاستعن بالله واستهدِ به، وشاور في أمركَ، واستخر واستشرك، وأمامك معركة شرسة في 2023م فأسأل الله أن يؤيدك وينصرك ويفتح لك وعليك وبك. هذه مشاعر تلميذ أحب معلمه الذي لم يلتقي به بعد، وضيفًا ناله كرم المُضيف ولما يقابله بعد، ومسلم والى مسلمًا في الله وما حان موعد للنقاء والوفاء..!! ومهاجرٍ وجد في اسطنبول مدينته الرحيبة، وفي تركيا موطنه الفسيح، وفي الشعب التركي إخوانه الصادقين وأسرته الكبيرة. وإن من صفات الأوفياء، عدم نسيان الجميل، وتأدية الشكر، والمواساة في الملمات، وليس ما كتبته إلا بوح قلم نطق بمضمرات الفؤاد، وخلجات النفس، وتراويح الضمير، وإن كلماتي هذه هي ما يكنه لكم كثير من البشر من مختلف الأديان والأعراق، وما تنطق به قلوب ملايين المسلمين، ويريد أن يهتف به مئات آلاف المحبين خصوصًا المهاجرين والمبعدين والعلماء والمتخصصين ممن يعيش في أرضنا التركية الكبيرة المباركة. آملًا أن يمن الوهاب بخير لقاء مع خير قادة زماننا داعيًا أن ينصرك الله نصرًا عزيزًا، ويفتح لك فتحًا مبينًا، ويحفظك ويحفظ تركيا عزيزة قوية متقدمة رائدة سائدة. وأسأل الله الكريم أن يحمي تركيا شعبًا وقيادة، ويجزيهم عنا وعن المسلمين والإنسانية خير الجزاء وأجزله، وأعظم الثواب وأكمله، فلكم جميعًا جزيل شكرنا وعظيم امتنانا، وصادق مودتنا ودعائنا. *تلميذكم المحب/ محمد المثيل* من اليمن الميمون بلاد المدد وأرض الإيمان والحكمة موطن أويس القرني خير التابعين. 17 ذو القعدة 1443 هجرية 16 يونيو 2022م-اسطنبول https://www.facebook.com/100039051517509/posts/733283931316651/?d=n

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق