الثلاثاء، 6 سبتمبر 2022

أفراح باهته

*💫أفراح باهتة ومستقبل غائم!💫* 🖋️:أبو الفاتح معدلات خيالية، وعقول خالية.. هذا هو حال المتخرجين من الثانوية العامة! لو كُتبَ اسم بعضهم بغير خطّ يده لم يكد يقرؤه، ولو سئل عن الليالي والأيام، التي قضاها بين أحضان الكتب لقال بأن النجاح رزق يسوقه الله لعباده إلى فُرش النوم، وأن لديه تسعة رؤوساء في الشمال والجنوب لم يلتحق أحد منهم بمدرسة، ولم يقيد اسمه بجامعة، وليس لديه أي درجة علمية، وأن هناك هوامير وأثرياء الخمس سنوات الأخيرة، كانوا أفشل الطلاب على الإطلاق! كان في الماضي إذا اجتاز الطالب الثمانين بالمائة طار فرحاً، وحلق بها عالياً بين أقرانه وأترابه، وربما تحصل بها على منحة دراسية خارج البلد، كما في بعض المحافظات. كان في السابق قبل دخولك قاعة امتحان ثالث ثانوي تشعر أنك تُقاد إلى منصة الإعدام، لما يعتريك من خوف، وقلق، ويختلج بين أضلاعك من رهبة، تبدد المعلومات العالقة في ذهنك لشدة الموقف! أما ما يحصل الآن من طفرة في المعدلات، فإنها أفقدت العلم بريقه، والفرحة لذتها، ومزقت كبرياء وقدسية القاعة الامتحانية، التي تحولت إلى مجمع للغشاشين والفاشلين، والمسلحين، والبلاطجة، الذين ملؤوها بالبراشيم، والجوالات، والمدرسين الذين نزعوا رداء الرسالة، وسقطوا في دركات الخيانة، عندما تحولوا إلى سماسرة يسممون عقول الجيل، ويبيعون المعلومة المزورة بـما يسمى"حق التخزينة" للأسف الشديد! حتى إن أردت تهنئة أحد أصحاب المعدلات الباهضة والمرتفعة، تشعر بأنك تكذب عليه، ويشعر هو من الداخل بأنك تَسبه على الطريقة الإسلاميّة ههه.. ومن طرائف العلم الحوثية: يقول أحدهم: دخلت ذات يوم امتحاني إلى غرفة كنا نداوم فيها في صنعاء، وكان مجند حوثي نائم بداخلها، فعندما سمعني نهض يسألني عن الساعة فأخبرته، فقام مسرعاً ببزتة العسكرية المُشكّلة، وشعره المنكوش، دون أن يغسل وجهه، وسألني ماهو اليوم والتاريخ، وبعدها طلب مني قلم، فقلت لا يوجد، وبعدها سألته ماهي المادة التي ستختبرونها قال: مانش عارف بس عاد اسير لا هاناك _ بفتح الهاء وتفخيمها طبعاً_ وابسِر لي قلم واختبر... فكنت وقتذاك محتار هل أضحك، أم أبكي، أم أقرأ الفاتحة على أنفسنا، وعلى العلم، وعلى البلد أم ماذا؟! ومع هذا كله ومع عمليات التدمير الممنهجة، والدمار الشامل الذي تتعرض له العملية التعليمية، إلا أنه لا بديل عن المدرسة! ففي بداية هذا العام الدراسي نقول: ليكن شعارنا *"خذ بيدي نحو المدرسة"* هذا المكان الوحيد الذي يعتبر نداً لأسواق التعبئة العامة. تعاني مدارسنا اليوم من نزيف حاد غير مسبوق في أعداد الخارجيـن عن سلك التعليم. وتشهد عموم المدارس تسرباً ضخماً وهائلاً من فصول الدراسة، مقارنة بالسنوات الماضية ما قبل الجائحة الحوثية، العدو اللدود للعلم وأهله. حيث عملت هذه المليشيا على تسريح مئات الألوف من العقول، وركنتها على رصيف البطالة، وسدت الأفق أمام الطامحين من الشباب، ولم تترك غير منفذ وحيد هو ساحات الموت، والتجنيد الخاصة بها، والتي من خلالها تقوم بعمل إعادة ضبط العقول لهؤلاء الفتية، ليتخرجوا بعدها عبوات ناسفة، وقنابل موقوتة، والزج بهم في محارق الموت الوصولية، التي شعارها نموت نموت ليحيا الولي الفقيه! خذوا بأيدي أبنائكم إلى المدارس قبل أن تأخذهم المليشيا إلى المتارس، وارموهم بين الكراريس والمحابر قبل أن تلقيهم المليشيا في الشعاب والمقابر! رصوهم في طوابير الصباح المدرسية، بدلاً من رصهم في المقابر سوية. لا يمكن أن تُفشل سوق الموت المجاني إلا واحات العلم الوارفة، وأن تعمل على غسل ما لحق بالوطن من قطران الجهل، إلا غيوم المعرفة. تزدهر أسواق الموت في الأراضي والبلدان التي أصابها جفاف العلم، وشحَّت فيها ينابيع الفكر. لأن تجار وأمراء الحروب يعملون على تيئيس السالكين دروب المعرفة؛ لكي تزدهر تجارتهم، ويحصلون على أكبر قدر من المقاتلين، فهم في خصومة دائمة مع هؤلاء. دعوهم يتعلموا على الأقل النشيد الوطني ويحفظوا: لن ترى الدنيا على أرضي وصياً. وكفى! *✍️تحياتي /ابو الفاتح الصبري* 21 / 8 /2022 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق